يكتبها د.علاء حمودة منسق الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الإحتلال والابرتهايد الإسرائيلي من قلب مخيمات الإيواء في قطاع غزة الاربعاء 22 نوفمبر 2023
عيونهم إلى السماء لم تغمض طوال الليل ينتظرون الصباح حتى يتم استقاء خبر يعطيهم بصيص امل بعد رحلة الشقاء والعناء ذاقوا فيها صنوف العذاب أشكالا وألوان، تقول السيدة هل اصحوا على خبر يعفيني من كانون النار الذي اتعب عيني من دخانه وانا اطهو لأبنائي الفطور والغداء، يقول رب الأسرة هل سأعود إلى ركام بيتي في الشمال اصنع منه ومن ذكرياته خيمة تأويني وتخفف علي عذابات رحلة الشقاء اليومية من جمع الحطب وتوفير الطعام والشراب، يقول طفله هل سأعود إلى حارتنا العب والهوا في كرة القدم التي لا أعرف مصيرها وكنت اخبأها تحت الدرج ، تقول طفلته هل سيكون غد أفضل من اليوم وارتاح من طابور الحمام الطويل لاقضي حاجاتي به بعد عناء وهل بقيت قطتي تنتظرني ام غادرت مع جدران مدرستي وبنات صفي .....
كل يوم منذ شقشقة النهار هو بداية لساعات طويلة في رحلة عناء تكاد هي الساعات الأطول في عمر كل نازح يحاول تأمين احتياجاته او احتياجات أسرته وهو يرقب المذياع يترقب خبرا يعطيه بصيص امل وعيون ابناؤه في كل نشرة أخبار ثاقبة اليه فيها الف سؤال وسؤال وأبرزها هل سنعود لحينا هل سنعود لبيتنا ، هل سنعود ولن يكتب لنا هجرة كمثل ما حصل معكم يا ابتي ....