من نحن اتصل بنا نشر - خبر مقال اعلان
الرئيسية
اخبار الحملة
انشطة وفعاليات
اصدارات -- نشرات دورية
التقرير الاستراتيجي
الدراسات والابحاث
مكتبة الفيديو

مقال د. رمزي عودة هل ستنجح الأمم المتحدة بهذا الاختبار؟


تم النشر بتاريخ 2024-09-14
مقال د. رمزي عودة هل ستنجح الأمم المتحدة بهذا الاختبار؟

مقال بعنوان " هل ستنجح الأمم المتحدة بهذا الاختبار؟ "
د. رمزي عودة الامين العام للحملة الأكاديمية الدولية ( IACA ) 


"الشعب الاسرائيلي قادم يا شباب".. بهذه العبارة، اقتحم صارخاً أحد ضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي مدينة طولكرم، ويبدو أن هذه العبارة لم تأت اعتباطياً، وإنما هي جزء من حالة التعبئة العسكرية لجنود جيش الاحتلال تستهدف إعادة احتلال مناطق الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية. وفي السياق، هنالك عدة مؤشرات تشير بشكل صريح الى إرادة إسرائيلية تمخض عنها سياسات عنيفة وعلنية لضم الضفة الغربية وخلق نظام أبرتهايد يمنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة. ومن هذه المؤشرات:
أولاً: ارتفاع معدلات الاستيطان في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر لتتضاعف عدد الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية مع استمرار مشروع تطويق مدينة رام الله بعدد من المربعات الاستيطانية ومد هذه المربعات لتصل الى منطقة الأغوار بالقرب من البحر الميت، بالشكل الذي يؤدي الى قتل حل الدولتين.
ثانياً: تضاعف عدد حالات الأسر والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين لتصل الى أكثر من 10 ألاف أسير، غالبيتهم من الأسرى المعتقلين احترازياً (إدارياً)، وهو الأمر الذي يشير الى سياسة اسرائيلية تهدف الى إرهاب الشباب الفسطيني وترويعهم، بهدف تقليل فرص مقاومة االمشروع الإستيطاني الإستعماري.
ثالثاً: تضاعف عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر ليرتفع عدد الشهداء الى أكثر من 700 شهيد، مما يشير الى إرادة اسرائيلية لردع أي مطالبة بالحقوق الوطنية من قبل الجماهير الفلسطينية.
رابعاً: السعي الاسرائيلي الدؤوب لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية وإضعاف مؤسساتها الأمنية، وذلك من خلال قرصنة أموال المقاصة واحتجازها، والتهديد بحل السلطة الوطنية وتفكيكها، ويعد تصريح وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس حول تفكيك السلطة الوطنية خير شاهد على هذا التوجه الاسرائيلي.
خامساً: تعطيل أي مبادرة لإحياء عملية المفاوضات التي يفترض أنها توصل لحل الدولتين، بل إن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو تحدث صراحةً وفي أكثر من مناسبة عن استمرار تصميمه على تعطيل حل الدولتين وإلغاء اتفاق أوسلو.
تشير المؤشرات السابقة الى أن جيش الاحتلال الاسرائيلي أخذ بالتغول في الضفة الغربية. وبالتأكيد، فإن ما يحدث الأن في قطاع غزة من إبادة جماعية هو نسخة متوحشة من التوغل الاسرائيلي في الضفة الغربية. وبالنتيجة، فإن هدف إسرائيل واضح سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وهو منع قيام دولة فلسطينية وتقويض السلطة الوطنية. وهنا، فإن المجتمع الدولي يعتبر مسؤولاً عن حالة مواجهة هذا التغول الاسرائيلي، فهل سيصمت العالم أمام هذه الجرائم الاسرائيلية في الضفة الغربية تماماً كما صمت في قطاع غزة؟ من الواضح أن الأيام القادمة ستجيب عن هذا التساؤل المهم، حيث طلبت المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، التصويت على مشروع قرار أعدته السلطة الوطنية الفلسطينية، يطالب فيه إسرائيل بـ"إنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 6 أشهر". وهذا التصويت الذي سيتم في الجمعية العامة سيكون الفرصة الأخيرة لإحقاق الحق الفلسطيني من قبل المنظمة الدولية، وسيمثل إختبار حقيقي لهذه المنظمة لوقف العدوان والاحتلال الاسرئيلي وانشاء دولة فلسطينية. فهل ستنجح الامم المتحدة بهذا الاختبار؟


آخر الأخبار